اشتباكات مستمرة بين الثوار وقوات القذافي حول مصراتة
في مصراتة إن خمسة من ثوار ليبيا قتلوا صباح اليوم وجرح 11 آخرون في معارك مع كتائب القذافي في منطقة نعيمة غربي مدينة مصراتة غربي البلاد, بينما تحدثت الحكومة عن مقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان في غارة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وذكرت رويترز أن مواقع في مصراتة تعرضت لقصف مدفعي. ورد المقاتلون الذين يحاولون التقدم غربا من مصراتة إلى بلدة زليتن التي تسيطر عليها كتائب القذافي بإطلاق النار من عدد من قاذفات الصواريخ.
وكان الثوار قد شنوا هجوما في الجبهة الشرقية لمدينة مصراتة على مواقع تابعة للكتائب المتمركزة بمنطقة تاورغاء، وتقدّموا إلى منطقة علام الواقعة على مشارف مدينة تاورغاء, وقالوا إنهم كبّدوا قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وذكرت مصادر للجزيرة أن مصراتة تواصل تقديم المعونات والإغاثة للمناطق الأخرى, مشيرة إلى وصول وفد من ثوارها إلى مناطق جبل نفوسة حاملين معهم عدة حاويات أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى ما يقرب من ثلاثمائة ألف دولار تبرعات.
السلطات حملت الناتو مسؤولية قتل مدنيين بينهم أطفال بغارة جوية (الفرنسية)
من جهة ثانية, ومع استمرار الكتائب قصفها لمدينة نالوت، فإن ثوار المدينة واجهوا تلك الكتائب في معارك عنيفة أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى من الثوار, طبقا لما قالته مصادر للجزيرة.
من ناحية أخرى, ذكرت مصادر من طرابلس للجزيرة أن الثوار تمكنوا من تفجير سيارتين تابعتين لأمن نظام القذافي في منطقة بن غشير.
وقال بعض سكان المدينة إن كتائب القذافي قصفت منازل في ضاحية سوق الجمعة شرقي طرابلس، وادعت بعد ذلك أن المنازل دمرت بقصف الناتو.
اتهامات للناتو
من جهة ثانية, قتل سبعة مدنيين بغارة جوية شنها الناتو على شرق طرابلس بالساعات الأولى من صباح اليوم الأحد, طبقا لما أعلنته الحكومة الليبية.
ونظم مسؤولون حكوميون ليبيون جولة للمراسلين الأجانب بمنطقة سكنية في حي عرادة بطرابلس حيث شوهدت جثة تنتشل من تحت أنقاض مبنى مدمر.
ووصف خالد الكعيم نائب وزير الخارجية القصف بأنه استهداف مقصود ومتعمد للمباني المدنية. وقال للصحفيين المرافقين له بالجولة "تلك علامة أخرى على وحشية الغرب".
وطبقا لرويترز, فقد بدا المبنى الذي أُخذ الصحفيون إليه قيد الإنشاء وكان معظمه خاليا. كما شاهد الصحفيون بمستشفى محلي ثلاث جثث من بينها جثة طفل, قال المسؤولون الحكوميون إنها لأشخاص قتلوا في الغارة الجوية.
وتعليقا على الغارة, قالت وكالة أنباء الجماهيرية إنها "جاءت تأكيدا على إفلاس الصليبيين الأخلاقي والثقافي والديني، وهزيمتهم العسكرية".
ونقلت الوكالة عن الناطق باسم الحكومة موسى إبراهيم قوله من المكان الذي تعرض للقصف "هذه الجريمة هي مثال آخر على همجية الناتو".
وكان مصدر عسكري ليبي قد تحدث عن تعرض مواقع مدنية وعسكرية في الفرناج -أحد الأحياء المعروفة بكثافتها السكانية- بطرابلس الساعات الأولى من صباح اليوم لقصف من الناتو.
قوات الناتو لم تعلق على اتهامات بالتسبب في مقتل مدنيين بغارة جوية
ولم يعلق الحلف الأطلسي على الفور, بشأن ما أعلنته الحكومة الليبية من اتهامات بقتل المدنيين.
بطريق الخطأ
من ناحية أخرى, اعترف الناتو بأن طائراته هاجمت قبل أيام طابور عربات عسكرية تابعا للثوار الذين قالوا إنه أسفر عن إصابة 16 من مقاتليهم.
وقال المتحدث باسم الثوار فرج المغربي إن الضربة الجوية وقعت قرب أجدابيا في شرق ليبيا حيث دمرت ست شاحنات صغيرة.
وذكر الناتو أن الحادث وقع بمنطقة صراع بين قوات القذافي والثوار, موضحا أنه "تم رصد طابور من مركبات عسكرية بينها دبابات بمنطقة كانت قوات القذافي تعمل فيها حديثا، وفي سيناريو للمعركة معقد وغير محدد بصورة خاصة تقرر أن العربات تمثل تهديدا للمدنيين وبالتالي اشتبكت معها طائرات حلف الأطلسي". وأعرب الناتو عن أسفه لأي إصابات أو فقدان للأرواح.
وذكرت مصادر في بنغازي للجزيرة أن سبب قصف الناتو الخطأ للثوار بعيد أجدابيا يرجع لعدم انصياع الثوار للأوامر العسكرية وغياب التنسيق.
يُشار إلى أن الحلف قصف مرارا "عن غير قصد" مواقع للثوار في وقت مبكر من الحملة الجوية، وقال في ذلك الوقت إن التشابه في المظهر والمعدات بين المعارضين وقوات القذافي بمناطق الصحراء يجعل التمييز صعبا.